ترجمة: مبارك وساط
- 1 -
دعني أحبّك.
أُحبّ نَكْهة دمك الخاثر
أحتفظُ به طويلاً في فمي الأدرد.
حرارته الشّديدة تُلهب حلقي.
أحبّ عَرقَك.
أُحبّ أن أُلامسَ إبطيك
هما يَرشَحانِ بغزارةٍ من الفرح.
دعني أحبّك
دعني ألحس عينيك المغمضتين
دعني أَثقُبهما بلساني المذبّب
وأملأ تجويفيهما بلُعابي المنتصر.
دعني أُعْمِيك.
- 2 -
الرّجل الذي يُدافع عن نفسه
أمام لجنة من قرود.
الرجل الذي يَسألُ الرجلُ الذي يستعطف.
رأسُه يتخفّى بين ساقيه الشّعراوين.
والقرود تنتظر
والقرود تَتّهم تُدافع تَضحك
قبل أن تَأكل الرّجلَ
تلك الموزةَ العفنة.
- 3 -
تُحبّ أن تَرقد في سريرنا المُهوّش.
عرقنا القديم لا يسبب لك الاشمئزاز.
شراشفنا التي وسّختها أحلام منسيّة
صرخاتنا المتعالية الأصداء في الغرفة القاتمة
كلّ هذا يُذْكي الحماس في جسدكَ عارمِ الجوع
وجهُكَ الشنيع أخيراً يُشرق
لأن رغباتِ أَمْسِنا هي أحلامُ غدك.
- 4 -
عُنقكَ المقطوع
رأسكَ الذي يَنزف
منفصلاً عن جسدك
مُلتويَ الملامحِ وأعمى
عنقكَ الذي ينزف قطراتِ جُنون
عيناك اللتان تذرفان دموعَ رغبة
وأنا التي أشرب
حياتكَ التي تمضي
- 5 -
اُدْعُني لأقضي الليل في فمك
اِحْك لي عن فُتوّة الأنهار
اِضْغَط لساني على عينك الزّجاجيّة
امنحني ساقكَ مُرْضِعَةً
ولننمْ يا أخَا أخي
فقُبلاتُنا تموت أسرع من الليل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعرة مصريّة سورّياليّة ( 1928ـ 1986) ، احتفى أندري بريتون والسّورّياليّون الأوائل بِشِعرها، الذي يُعطي انطباعلً أوّليّا بِتميّزه بنوع من الإيروسيّة الشَّرِسة، لكنّ تجربة جويس منصور الإبداعية أغنى من أن تُلخَّص في ميزة أو ميزات معدودة. وقد كتبتْ، إضافة إلى الشِّعر، نُصوصاً قَصَصِيّة. مِن أعمالها الشِّعريّة: صرخات، كَواسِر، تمزُّقات، مُرَبّع أبيض، اتّجاه ممنوع… ومن أعمالها النّثريّة : قصص مؤذية...